
عندما يجيء الحديث عن الولاية الشمالية، فإنّ الذاكرة تجد نفسها محاطة بعبق التاريخ.. بطولات الأجداد وامتداد النيل وشموخ النخيل.. إنه حديثٌ عن بعانخي وترهاقا والغابة المتحجرة والأهرامات كل هذا الكنز ظلت تتوارى تحت الرمال.. كنوزٌ ستجعل السودان في المرتبة الأولى للسياحة العالمية.. فمتى الالتفات إليها وتسخير نوري وجزر الكاسنجر ذلك الأرخبيل المدهش وغنا الشايقية وتراث النوبة في خدمة السياحة بالصورة التي تعيد للأرض مكانتها؟ وزير الاستثمار والصناعة والسياحة بالولاية الشمالية جعفر عبد المجيد في مؤتمر صحفي بالبركل أفصح عن فرص الاستثمار السياحي بالولاية…
البركل: نصر الدين عبد القادر
مهرجان البركل وفرص الاستثمار
مهرجان البركل الثالث في صورته نموذجٌ صالحٌ لأن يكون خطوة في طريق السياحة الحقيقية التي ستكون ذات يوم واجهة السياحة بأفريقيا والشرق الأوسط. حديث وزير الاستثمار والصناعة والسياحة بالولاية الشمالية جعفر عبد الحميد أكّد أنّ الهدف الرئيس من مهرجان البركل هو لفت نظر المجتمع والمسؤولين في الدولة تجاه السياحة وفرص الاستثمار في هذا المجال بالولاية الشمالية.. ثم قال إنّ خُطة الترويج ستكون على محورين؛ محور الترويج الداخلي لتنشيط السياحة الداخلية حتى نقول للسائح الذي يذهب إلى الخارج إن ما تبحث عنه هناك موجود في السودان.. ومحور الترويج العالمي عبر الشركات السياحية العالمية لجذب السائح الأجنبي “وبدل الدولار يمشي بره يجينا جوه” الحديث لوزير الاستثمار والصناعة بالشمالية، ويضيف: هنالك خارطة سياحية، وَحَتّى تَكتمل هنالك ترتيبات لمهرجان الدفوفة في كرمة لتكامل المشروع السياحي، مؤكداً أنّ السياحة بالولاية متعددة تشمل السياحة الأثرية والنيلية وسياحة صحراء الصيد والمحميات وحتى السياحة العلاجية بعد افتتاح المدينة الطبية بمروي.
تقديم الخدمات بالمواقع السياحية!!
توفير الخدمات بالمواقع السياحية هي أهم الأسباب التي تجذب السائح الخارجي، الأمر الذي قال عنه الوزير: هنالك فنادق أُنشئت وأخرى قيد الإنشاء وتبنت الوزارة الاتحادية إنشاء طرق وهي دعوة للمُستثمرين للاستثمار في القطاع السياحي وخرائط الفنادق جاهزةٌ، والآن هنالك رغبة من شركة محجوب أولاد ووجدي ميرغني والدعوة لكل المستثمرين.
فرص الاستثمار بالولاية
ويؤكد الوزير جعفر عبد الحميد أن وزارته تمتلك خارطة استثمارية مُتكاملة في الزراعة والصناعة والخدمات.. ومشروع الراجحي الزراعي يُعتبر من أكبر المشاريع بالولاية وأحدثها من حيث التقنيات المستخدمة ومساحته (450) ألف فدان لزراعة القمح لإنتاج (360) ألف طن من القمح.. وهنالك مشاريع للصناعات التحويلية ومنها المطاحن والآن دخلت الولاية مجال طحن الفردوس (1750) طناً بتكلفة (11) مليون يورو، إضافةً إلى مصنع تعليب الخُضر والفاكهة والآن يُشارك في المهرجان بإنتاجه.. أما في جانب الخدمات، فإنّنا نشجع على الاستثمار في الصحة والتعليم والآن مدينة مروي الطبية شاهدة لخدمة السياحة العلاجية بتكلفة بلغت (70) مليون دولار.. وهنالك شقق فندقية لأول مرة تدخل مروي وفندق الشلال في الطابق الخامس.
تعطيل الإجراءات للمُستثمرين!!
في رده على أسئلة الصحفيين فيما يتعلق بتعطيل الإجراءات التي ظَلّ يشكو منها المُستثمرون الأجانب والوطنيون، قال إن هذا الأمر أصبح من الماضي.. ودلّل على ذلك بحجم الاستثمار الموجود الآن.. عدا التّقاطعات مع المَحَليّات التي تفرض رسوماً إضافية ونسعى لإزالة هذه التقاطعات.. والصرف على المهرجان هذا العام من جانب الولاية قليل جداً مُقارنةً بالماضي ونسبة مساهمة الولاية (30%) أو أقل لدخول الشركات الراعية كـ “سوداني” وشركة الدواجن ونسعى لأن يكون المهرجان في نسخه القادمة يدر للولاية ولا يصرف.. وأضاف بأنهم يسعون لإنشاء صندوق للسياحة بالولاية.
حماية الآثار!!
وهو السؤال المُلح والأهم.. آثارنا ترقد في العراء حيث ترقد الغابة الصخرية ويرقد بعانخي وترهاقا الكنداكات.. وفي هذا الشأن يقول الوزير لدينا (6400) موقع أثري حمايتها تحتاج إلى تضافر الجُهُود وتكاملها وتبصير المُجتمع بأنّ هذه الآثار هي تاريخنا وحضارتنا؛ لأنّ تجار الآثار أصحاب النفوس المريضة جعلوها هوايةً وهم يبيعون تاريخ أمة.
خاتمة..
مهما يكن من شيء، فإنّ السودان بكل مكوناته هو أرض حضارة وتاريخ وسياحة فقط تنقصنا الإرادة والوعي تجاه موروثاتنا المُكتنزة بهذا الوطن!!